قصة الملك مع صابون «نابلسي شاهين»
خلال حكمه الذي امتد لستة عشرة عامًا خلال الفترة من 1936 وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، اتفق معه الكثيرون واختلف معه البعض، التف حوله من تيقنوا من وطنيته في ظل عدد من الإنجازات التي استهل بها عصره، غير أنه وكغيره من الحكام، برز برحيله الانتقادات التي ربما لم يكن هناك متسع لإظهارها من قبل، وحتى المبادرات الفردية التي راحت تمجد اسمه منها من غير موفقه اتساقًأ مع الثورة التي التفوا حولها.
كان الملك فاروق قد بدأ حكمه بعدد من الإنجازات ليس أقلها التنازل عن ثلث مخصصاته التى كانت تبلغ مائة وخمسون الف جنية للأعمال الخيرية، قبل حتى أن يتولى سلطاته الدستورية، كما أرسلخطابًا وبه ألف جنيه إلى شيخ الازهر لشراء سجاد للجامع الازهر، وإنشاء مجلس لمكافحة الفقر والجهل والمرض سنة 1946، وإنشاء مشروع كهرباء خزان أسوان، وافتتاح بنك القاهرة وغيرها، وكلها إنجازات أسست له قاعدة شعبية دفعت المنتمين إليها من إطلاق اسمه على كل ما يخصهم، ومن بينهم شركة إنتاج الصابون نابلسي شاهين.
توطنت صناعة الصابون نابلسي شاهين في نابلس، بفلسطين، وكان قطاع كبير من أراضيها تابعة للمملكة المصرية وتخضع لحكم الملك فاروق وقتها، وانتشرت مصانع هذا الصابون في نابلس لأنه كان يصنع بشكل أساسي من زيت الزيتون البكر، الذي اشتهرت به نابلس، والصودا الكاوية، وقررت معظم تلك المصانع إقران اسم الملك فاروق الأول باسم منتجها الذي يصدر لمعظم دول الشرق الأوسط ووأوروبا، فصار اسم المنتج هو «نابلسي فاروق».
غير أنه ومع قيام الثورة ورحيل الملك فاروق على يخت المحروسة الذي رحل على متنه جده الخديوي إسماعيل عن مصر بعد عزله من الحكم، قررت إدارات مصانع «نابلسي فاروق» محو اسم الملك فاروق من منتجها، وخطت إعلانًا بذلك نشرته صفحة الملك فاروق، وكان نصه كالأتي:
«في الساعة السادسة مساء يوم 26 يوليو شُطب اسم فاروق عن تاريخ مصر إلى الأبد، بعد أن أيقن الشعب والجيش الباسل بأن فاروق قد تغير، فأصبح حربا على كيان مصر وخطرا على مستقبلها، ولذلك نحوّه عن ملك مصر، ومحوا اسمه من كل مكان. ونابلسي شاهين الذي كان قد قرن اسمه باسم فاروق، يسعده اقتداء بالجيش، ويدافع عن وطنيته، أن يقذف باسم فاروق، وأن يجعل اسمه من اليوم: نابلسي شاهين من زيت الزيتون النقي 100%»
قصة الملك مع صابون «نابلسي شاهين»
Reviewed by Mohamed ragab
on
2:16 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: